قتل ثمانية أشخاص وأصيب 11 آخرون بجروح في جنوب مانهاتن بنيويورك الثلاثاء في “عمل إرهابي” نفّذه سائق شاحنة صغيرة.
واقدم السائق الإرهابي على دهس حشدًا من المارة وسائقي الدراجات الهوائية، وصدم حافلة مدرسية قبل أن تطلق الشرطة النار عليه وتعتقله، كما أعلنت السلطات في نيويورك. وهي المرة الأولى منذ اعتداءات 11 سبتمبر 2001 التي يسقط فيها قتلى في هجوم إرهابي في نيويورك.
وبحسب وسائل إعلام عديدة، بينها “نيويورك بوست” و”دايلي نيوز” فقد صاح الإرهابي لدى خروجه من الشاحنة الصغيرة، التي تبيّن أنها مستأجرة، “الله أكبر”، في حين أوضح جيمس أونيل، مفوض الشرطة في نيويورك، أن منفذ حادث الدهس كازاخستاني الجنسية يعيش في فلوريدا، واسمه سيفولو سيبوف، ويبلغ من العمر 29 عامًا، لافتًا إلى أنه “صرخ بأقوال” من دون تأكيد إن كان قال “الله أكبر” كما أفاد به شهود عيان، ومن دون التطرق إلى هوية أو جنسية المنفذ.
أما رئيس بلدية المدينة بيل دي بلاسيو فقال خلال مؤتمر صحافي عقده في موقع الهجوم في جنوب غرب مانهاتن، وشارك فيه كل من حاكم الولاية أندرو كومو وقائد الشرطة جيمس أونيل إنه “استنادًا إلى المعلومات الفورية المتوافرة فهذا عمل إرهابي”.
أضاف رئيس البلدية الديموقراطي: “هذا يوم عصيب جدًا على نيويورك”، مطالبًا سكان المدينة بتوخي اليقظة أكثر من العادة والإبلاغ عن أي أمر مريب.
من جهته وصف الرئيس دونالد ترمب منفّذ الهجوم بأنه “شخص مختل ومريض جدًا”. وقال ترمب في تغريدة على تويتر إنه “في مدينة نيويورك يبدو أن هناك هجومًا آخر نفذه شخص مختل ومريض جدًا. قوات الأمن تتابع هذا الأمر من كثب. ليس في الولايات المتحدة”.
لاحقًا ربط ترمب بين هجوم نيويورك وتنظيم داعش، مع أن الهجوم لم تتبنه في الحال أي جهة، كما لم تنسبه السلطات إلى أي تنظيم.
وقال ترمب في تغريدة: “علينا ألا نسمح لتنظيم الدولة الإسلامية بالعودة أو الدخول إلى بلادنا، بعدما دحروا من الشرق الأوسط وسواه. كفى!”.
ووقع الهجوم بعيد الساعة 15:00 (19:00 ت غ) على جادة هيوستن ستريت الرئيسة، التي كانت مكتظة في هذا اليوم المشمس بمتنزهين ومتسوّقين، كانوا يستعدون لقضاء عيد الهالوين.
استأجر المهاجم الشاحنة من شركة “هوم ديبو” لتأجير السيارات، كما أعلنت الأخيرة، وبدأ هجومه بأن اجتاح أولًا الطريق المخصص لسير الدراجات الهوائية، فسار على هذا الطريق لمسافة كيلومتر واحد تقريبًا، مطيحًا بالدرّاجين الذين كانوا يسلكونه وبعدد من المارة، قبل أن يصطدم بحافلة مدرسية، ويضطر للتوقف، كما أعلن قائد الشرطة في مؤتمره الصحافي.
أضاف إنه بعد توقف شاحنته، خرج السائق شاهرًا مسدسًا يعمل بالضغط الهوائي وبندقية كرات الطلاء، فأطلق عناصر الشرطة النار عليه، واعتقلوه، وحينها تبيّن لهم أنه أصيب بالرصاص في بطنه.
وأوضح قائد الشرطة أن المهاجم نقل إلى المستشفى، حيث يتعالج حاليًا، من دون أن يوضح مدى خطورة إصابته. من جهته قال جهاز الإطفاء في نيويورك إن حصيلة الهجوم بلغت ثمانية قتلى و11 جريحًا، مشيرًا إلى أن الإصابات “بالغة”، لكنها لا تهدد حياة أي من الجرحى. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض ساره ساندرز إن “أفكارنا وصلواتنا مع المصابين” في الهجوم.
Comments are closed.